عانيت من مرض نفسي لأكثر من عشرين عامًا، وتلقيت العلاج النفسي، والحمد لله تحسنت حالتي. تزوجت وأصبحت حالتي النفسية مستقرة، ورزقني الله بالذرية. ولكن قبل سبع سنوات، حدث خلاف بيني وبين رئيس في العمل، مما أدى إلى زيادة التفكير والهم. نصحني أحد الإخوة بزيارة طبيب نفساني جيد في أحد المستشفيات. لكن هذا الطبيب استخدم معي جميع الأدوية النفسية، وعندما أخبرته بأعراضي، قام بوصف المزيد من الأدوية، حتى أصبحت أتناول أكثر من نوع. بعد ذلك، شعرت بالخمول وحاولت التوقف عن تناول الأدوية دون استشارته. لكنني أصبحت أعاني من هلوسة شديدة في العمل، وصرف لي طبيب الشركة علاجًا نفسانيًا يدعى إبرة هالدول بجرعة 50 ملغرام، وما زلت أستخدمها منذ ست سنوات تقريبًا. حالتي مستقرة، لكن تقل الذاكرة والتركيز. عندما يتأخر أخذ الجرعة، يحدث لدي تبلد حسي وتنميل في الوجه والعين وصداع شديد. هل هذا بسبب إدماني على الجرعة؟ وهل يجب عليّ استمرار استخدام هذا العلاج؟ هل له تأثيرات جانبية على المدى الطويل؟ ما هي نصائحكم في مثل هذه الحالة؟ وكيف يمكن التخلص من هذه الإبرة بطريقة سليمة؟ أم أستمر في استخدامها طوال حياتي؟
شارك
مبدأ الأساسي في الطب النفسي يكمن في تقديم العلاج المناسب للمريض، بالجرعة الملائمة وللمدة اللازمة. يتطلب ذلك تعاونًا وثيقًا بين المريض والطبيب، ويجب تجنب تعاطي عدة أدوية في آن واحد، حيث إن تعدد الأدوية يسبب الملل للمريض وقد يتسبب في تفاعلات غير مرغوب فيها تقلل من فعالية العلاج.
واضح أن الهالدول هو من الأدوية الممتازة والفعالة في علاج بعض الأمراض النفسية المعروفة لدى الأطباء. إذا كنت قد استفدت من هذا الدواء ولا تعاني من أعراض هلوسة في الوقت الحالي، فمن الأفضل أن تستمر في استخدامه لتجنب حدوث تراجع في حالتك الصحية.
تعتبر زيادة الوزن وبعض الحركات اللاإرادية من الآثار الجانبية المحتملة للهالدول، ولكن بجرعة 50 مليجرام فإن هذه الآثار الجانبية غير مرجحة. إذا كنت تعاني من قلة التركيز كما ذكرت، يمكن أن تكون الجرعة متناولة كل ثلاثة أسابيع بدلاً من أربعة أسابيع.
هناك أدوية أخرى تمتلك نفس فعالية الهالدول، مثل فلوناكسول (Flunaxol) أو ريسبيريدون (Risperidone). ومع ذلك، لا توجد ميزة أساسية لهذه الأدوية بالمقارنة مع الهالدول. لذا، ننصحك بالاستمرار في استخدام الهالدول. بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يُنصح بأن تعيش حياة اجتماعية وأسرية طبيعية وتتفاعل مع الآخرين، وأن لا تدع أي شخص يعاملك كمريض أو معاق. إذ يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور أعراض مرضية.